وعد بلفور جماعي

وعد بلفور جماعي

on 30 أبريل 2013 · 

قطر والجامعة: الخيانة واجب وواجب الخيانة

عادل سمارة

 كنعانالنشرة الالكترونية

هل هي لحظة الثقة أم لحظة تنفيذ أوامر السادة التي دفعت وزير خارجية سلطة رام الله للابتسام لجون كيري ومصافحته بعد أن قدم الوزير القطري للوزير الأمريكي أرض فلسطين ليبادلها ببعضها البعض ولصالح الكيان وحده. حمد بن جاسم عدو يعتدي على فلسطين ويقدم أرضها للعدو الأمريكي ليحملها إلى العدو الصهيوني، بينما وزير خارجية رام الله يصافح ويبتسم، ليتبعه فريق من وزراء الخارجية العرب، ومنهم وزير خارجية الأردن الوصية على الأقصى!ّ ثم يتقدم أمين عام جامعة الأنظمة بذلِّه المعتاد ليصافح كذلك. لم يشهد التاريخ مشهد أذلاء يبتسمون كهؤلاء! إنه وعد بلفور جماعي.

لا أحدا من هؤلاء يمثل أرض فلسطين ولا شعب فلسطين. من اين لحمد أن يبيع ارض فلسطين كي تحميه امريكا؟

يستدعي مشهد تقديم أرض فلسطين بديلا لأرض فلسطين لإرضاء الكيان الصهيوني، يستدعي من حقوقيين فلسطينيين في الخارج التقدم بشكوى إلى محكمة الجنايات الدولية ضد هؤلاء جميعا. فوزير خارجية رام الله لا يمثل الأرض وما من أحد له حق تمثيل الأرض. وهو والسلطة نفسها لا يمثلون الفلسطينيين. فانتخابات تحت الاحتلال غير شرعية وخطيرة، وعليه، فإن كل فلسطيني شارك فيها ترشيحا أو تصويتاً مارس الاعتراف بالكيان الصهيوني الإشكنازي بلا مواربة.

وهنا تأتي لحظة الكشف، فمشاركة حركة حماس في انتخابات الحكم الذاتي ليست سوى مدخلا للتورط في صفقة بيع الوطن، وكل ثرثرات قادتها عن كون حماس صاحبة أكثرية في مجلس أوسلو هي ثرثرة عن أكثرية في الشبهة.

كما يستدعي هذا المشهد من فلسطينيي 1948 رفع دعوى أخرى لأنهم ليسوا رعايا سلطة رام الله، والأرض لهم، ولا يحق لأحد مبادلتها بأرض ، فكيف حين تكون أرضا فلسطينية بأرض فلسطينية؟ ويجب أن تكون الدعوى ضد الجامعة العربية ايضاً. فالشعب الفلسطيني لم يخولها ولم يخول أحدا النطق بإسمه. نتيجة هذا هو أن فلسطين دولة لليهود، ولا مجال لدويلة للفلسطينيين، مرة وإلى الأبد.

في هذه اللحظة، يجب ان تندفع التظاهرات في الأرض المحتلة ضد هذا الفريق جميعه. وإذا كانت سلطة رام الله مكشوفة حتى أحشائها، فلا بد من تعرية سلطة غزة الملفعة بالحجاب وأطنان الملابس. وهذا يستدعي ليس سؤال تورط خالد مشعل في الغدر بدمشق لصالح قطر وقيام عناصره بالقتال ضد الشعب السوري، يا للعيب!!! وتوكيله أردوغان خليفة عثمانيا باسم حلف الناتو. بل يستدعي السؤال عن: هل بيع الكفاح المسلح، وفلسطين “وقف إسلامي”ب 400 مليون دولار من قطر، ربما لم تُدفع جميعها؟

أما وقد انكشف كل مغطى، فهل من عذر لعربي لا يخرج إلى الشوارع شاهراً سيفه لأجل دمشق ومنها لأجل القدس؟ لن يغفر غد ولا التاريخ لمن لا ينحاز إلى المقاومة والممانعة الآن، والحرب بدأت نارها بالاشتعال.

ولكن، دعونا نأخذ لحظتين لإعمال العقل:

الأولى: هذه الهجمة على فلسطين هي استغلال للمأزق السوري كفرصة للخيانة المفتوحة. ولكن، ورائها أحد أمرين:

• إما أن الأمريكي عاجز عن شن حرب على سوريا والمقاومة والممانعة، فكان لا بد له أن يأخذ الرشوة للكيان من العرب وفي فلسطين تحديداً.

• وإما أن الأمريكي والغرب والصهاينة وأنظمة الجامعة العربية قرروا أخذ مخاطرة الحرب لأنهم لا يمكنهم السماح لنقيضهم بالبقاء، فكان لا بد من استغلال انشغال سوريا والقيام بهذا العدوان على فلسطين، لعل المقاومة تفجر الوضع وتكون الحرب. ناهيك عن ذرائع الكيماوي وغيره. ربما يحلمون بضربة سريعة تفاجئ روسيا لتقر بأمر واقع!

وعموماً، فالحرب من جانبهم مشتعلة، حربهم علينا لم تهدأ ابداً ولا ينقصها سوى إشعال أكثر، وما علينا سوى هزيمتهم.

والثانية: من هو المترجم للمخطط الصهيوني من العبرية إلى البدوية الإخوانية وإلى اللغة العربية لأنظمة التطبيع؟ بكلام آخر، أليست هذه المزادات على جغرافيا فلسطين هي ترجمات مشروع انتقال د. عزمي بشارة إلى الدوحة؟ منذ عام 1994 وأنا أكتب في مجلة كنعان عن تعاقد هذا الرجل وحزبه مع الكيان الصهيوني. وحين رحل زاعما أنه منفي، كتبت بأنه خرج في مخطط تطبيعي ليعود بعد اعتراف الأنظمة العربية بالكيان. ويبدو أن عودته اقتربت. إذا مروا!!!! ولن يمروا. ولا ينسى أحد أن لفيفا من الأكاديميين والأكاديميات من كل فلسطين المحتلة لا يجف عرقهم وهم يعدون إلى بلاطه. فلتتنبه الحركة الطلابية التي طردت السفير البريطاني.

 http://kanaanonline.org/ebulletin-ar

تعليقات